بعد شهر قضاه عباس يتجول بين عدد من المدن بحثا عن العمل، عاد الى منزل ابيه المهجور بعد ان توفيت والدته وانتقل والده للعيش برفقة بناته في منزل آخر.. لم يكم احدا موجودا في المنزل ساعة وصوله ليستلقي فوق سرير لأخذ قسط من الراحة، في حين بقي عقله منشغلا بأمر ما عاد من اجل تنفيذه...
بعد قضاء بضع دقائق في المنزل خرج عباس متوجها نحو اقرب هاتف ومن هناك اتصل بأحد اقربائه طالبا منه الحضور الى منزل أبيه القديم لغرض مهم.. عاد عباس الى المنزل وبقي هناك ينتظر قدوم قريبه، وبمجرد ان وصل بدت علامات القلق على وجهه، استفسر قريبه عما حدث فأخبره بأنه أحس بتأنيب ضميره جراء النزاعات المتعددة التي كانت بينه وبين ابيه، وان اخرها اثر فيه بشكل كبير لهذا عاد من اجل طلب الصفح من والده.
احتار الرجل من الطلب المفاجئ لعباس خصوصا انه كان على علم بأن العلاقة بين الاب وابيه لم تكن على ما يرام منذ مدة طويلة، غير انه سرعان ما استحسن الفكرة وأبدى استعداداً للتوسط بين الاثنين ليستفسر عن المطلوب منه فأخبره الابن ان الخدمة التي يريدها هي الاتصال بوالده عبر الهاتف واخباره انه قد عاد من السفر ويرغب في رؤيته.
لم يمانع الرجل واتصل بوالد عباس ظنا منه ان الاخير يرغب في طلب السماح من أبيه، وطلب منه الحضور الى منزله السابق لأمر مهم، وعاد بعدها الى المنزل وبقي برفقة عباس ينتظران قدوم الأب.
كانت علامات الارتباك بادية على وجه عباس الجالس في بهو المنزل ينتظر قدوم والده، وخلال لحظات الانتظار عاد بذاكرته الى الوراء لاسترجاع شريط النزاعات بينه وبين والده لسبب او من دون سبب، والتي غالبا ما كانت تنتهي بمغادرته للمنزل لمدة قد تقصر او تطول حسب الاحوال.
بعد نحو ساعة ونصف الساعة وصل الأب الى المنزل، وبمجرد ان شاهده عباس توجه نحوه وارتمى في حضنه وطلب منه الصفح عنه، واستسلم لدموعه امام أعين قريبه، فأحس الأب ان ابنه جاد في مسعاه وبعد دقائق طلب منه الصعود برفقته الى الطابق العلوي للحديث في موضوع مهم. استجاب الأب لطلب ابنه وصعدا معا قبل ان يفاجأ بالوجه الحقيقي لابنه الذي اخرج سكينا من بين ملابسه ثم اشهر في وجهه واخبره بأن الهدف الاساسي من وراء استدراجه هو قتله، وبأنه جاء خصيصا لهذا الغرض.
لم يمهل الابن اباه فرصة لمناقشة الأمر وسرعان ما وجه له طعنه بالسكين اصابته ناحية البطن، اطلق بعدها الأب صرخة قوية هزت اركان المنزل القديم، ثم وجه له طعنة اخرى اصابته ناحية الجبين، وثالثة اصابته على مستوى عنقه ليسقط بعدها مضرجا في دمائه.
نقل عباس الى مركز الأمن وهناك اعترف بجريمته مؤكدا انه كانت له نزاعات دائمة مع والده، قبل ان يغادر المنزل قبل بضعة ايام حيث قام بجولة ببعض المدن للبحث عن العمل، وبعد ان فشل في مسعاه قرر العودة الى مدينته وهو عازم على التخلص من والده..
وعن سبب ارتكابه للجريمة قال المتهم، انه كان يكن لأبيه حقدا دفينا لأنه سبب تشرده وتفضيل اخواته البنات عليه وقد تأكد له ذلك بعد وفاة والدته، حيث انتقل والده للعيش برفقة بناته في منزل آخر، في حين بقي هو وحيدا وهو ما تسبب له في الدخول في مرحلة انطواء وعزلة تسببت في امراض نفسية واكتئابية.