أكد القيادي في "هيئة التنسيق الوطنية" هيثم مناع في حديث الى "الاخبار" أن صفحة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الاعتداء على المعارضين أمام الجامعة العربية طُويَت بأقل الأضرار الممكنة بعدما رفض مَن تعرّض له رفع دعوى قضائية وبعدما تبادل أطراف من المعارضات السورية، خصوصاً الوجه الأبرز في "المجلس الوطني السوري" برهان غليون، والقيادي في "هيئة التنسيق"، المستقلّ حالياً، سمير العيطة، رسائل "حُسن النوايا" بإدانة الاعتداء من جهة، والاعراب عن الشكر على إدانته من جهة ثانية. وأشار مناع الى أن "الموعد الرسمي المحدَّد لهم في الدوحة هو مع ولي عهد قطر، الأمير تميم بن حمد آل ثاني، لكنّ القيادة القطرية وضعتنا في أجواء احتمال أن تطول زيارتنا أكثر لأنّه قد تحدد مواعيد أخرى إضافية"، قد تكون مع الأمير حمد بن خليفة آل ثاني، أو مع رئيس الحكومة، وزير الخارجية ورئيس اللجنة العربية المكلفة الاتصال بالقيادة السورية، الشيخ حمد بن جاسم.
ويبرر منّاع زيارته وزملاؤه للقاء المسؤولين القطريين بالقول "نشعر بأن قطر لا تلعب الدور المنوط بها كرئيس مسؤول عن المبادرة العربية، بدليل أنه عندما وضع أمير قطر ورئيس وزرائها ثقلهما، تمكّنا من التوصل إلى حلّ في الازمة اللبنانية (بعد أحداث أيار 2008) وفي الأزمة السودانية بدارفور".
ويعتبر هيثم المناع من أبرز المعارضين السوريين , حيث يحظى بشعبية كبيرة بين السوريين الموالين والمعارضين , غير المتطرفين , على حد سواء.
وعن أجواء اجتماعهم مع العربي والتحضيرات للملفات التي سيناقشونها مع القيادة القطرية، تساءل منّاع: "لماذا لا نجد مدافعين عن المبادرة العربية على شاشة فضائية الجزيرة (القطرية)، ولا نرى إلا من ينعاها ويهاجمها منذ اليوم الأول لولادتها". وهنا يبلور منّاع موقفه وزملاءه في "هيئة التنسيق" إزاء المبادرة العربية نفسها، مشيراً إلى شعور بأنّ التقصير في تنفيذها يقع على عاتق الطرف العربي أساساً "لأنهم لم يضعوا آلية لتطبيقها بنحو حسّي كإرسال فوري لمراقبين إلى سوريا"، ليخلص إلى التعبير عن مخاوف من أنّ هذه المبادرة "كانت إمّا إعطاء وقت للنظام، أو مقدمة للتدخُّل الدولي"، وليتساءل مجدداً عن الطرف الذي لا يريد السير بالمبادرة العربي غير النظام السوري، "هذا إذا سلّمنا جدلاً بأن النظام لا يريد تطبيقها".
وفي السياق ذات، يكشف أن السفيرة الأميركية لدى مصر أبلغته أن "واشنطن لا تريد التدخل في سوريا وأنها ضدّ التدخل العسكري، بالتالي مَن يرفض المبادرة العربية؟". ويضيف منّاع نقطة تحدّث عنها هو وزملاؤه مع المسؤول العربي ومع السفيرة الأميركية، وهي رفض "هيئة التنسيق" لفرض النموذج والتدخل التركيين في سوريا، لأنّ ذلك "سيكون كارثياً لكونه سيؤدي إلى مواجهة بين العرب والأكراد من جهة، وبين المسلمين والمسيحيين من جهة أخرى".
وعن تفاصيل اللقاء الذي عقد أمس مع نبيل العربي، شدد منّاع على أن الوفد السوري اقترح عليه مجموعة "خطوات ملموسة" لإنجاح الخطة العربية، بما أن النقاط العامة لا تكفي، فعلى سبيل المثال، يوضح مناع أنّ "انسحاب الجيش السوري من بعض الأحياء الحسّاسة في حمص كبابا عمرو سيؤدّي إلى كارثة مذهبية لكون المسلّحين ــ ممن يسمونهم منشقّين على حد تعبيره ــ سيبقون على أسلحتهم، مثلما أنّ بقاء الجيش في هذه الأحياء على هذا الشكل سيؤدي أيضاً إلى كارثة، فلماذا لا نرسل مراقبين في ظل بقاء الجيش ليقيموا منطقة عازلة (zone tampon)".
كما أنّ وفد "هيئة التنسيق" طرح على العربي خطوات حسّية أخرى وفق ما يكشفه مناع، من نوع "إرسال لجنة تقصّي حقائق فوراً تكون تابعة لمجلس حقوق الانسان (التابع للأمم المتحدة) ــ وهم مستعدون لذلك ــ إضافة إلى إرسال طائرة صحافيين عرب وأجانب فوراً من القاهرة إلى سوريا من دون انتظار إعطائهم تأشيرات دخول من قبل السلطات السورية"، وهو ما شدد عليه عبد العظيم إثر لقائه المنفرد بالعربي أول من أمس، عندما أشار إلى "توفير آليات لحماية الشعب وإرسال مراقبين عرب ودوليين وفتح الطريق أمام منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام لزيارة سوريا".
وفيما يوضح أن الوفد السوري حدّد لنبيل العربي بدقّة "مناطق الخطر وطرق معالجتها" في سوريا حالياً، فإنه يلفت إلى أن الأمين العام للجامعة سجّل جميع الملاحظات ليطرحها على اجتماع وزراء الخارجية العرب، رافضاً الكشف عن الكلام الذي أدلى به العربي أمام وفدهم، ولو أنه كشف عن أنّ حديثاً دار بين الطرفين "عمّا يمكن الطرف الروسي أن يفعله في هذا الاطار".