حمّل نائب رئ
يس الجمهورية العراقي طارق الهاشمي رئيس الوزراء نوري المالكي مسؤولية موجة العنف التي تجتاح البلاد، والتي راح ضحيتها يوم الخميس 69 قتيلاً إضافة إلى عشرات الجرحى.وقال الهاشمي الذي أصدرت حكومة المالكي بحقه مذكرة توقيف بتهمة تورطه بنشاطات "إرهابية"، في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إن "من حق العراقيين أن يقلقوا" من تدهور الوضع الأمني مضيفاً أن هجمات الخميس وقعت لأن الحكومة منشغلة بمطاردة "السياسيين الوطنيين" وليس "الإرهابيين".
ورأى ان "ضلوع الحكومة العراقية يفسر لوحده لماذا تمكن المفجرون من زرع عبوات ناسفة في مناطق متفرقة من بغداد".
وأضاف أن على الولايات المتحدة تحمل المسؤولية فيما يتعلق بالكيفية التي تدار بها الأمور في العراق حالياً.
واعتبر ان "ما حدث اليوم يبين تقصير الحكومة، ويعطي دليلاً على ضعف سيطرتها على الملف الأمني فهي توجّه الأجهزة الأمنية في الاتجاه الخطأ".
وقال الهاشمي أن هناك "استهدافاً واضحاً" له منذ سنوات هو الذي دعا إلى طرح هذه القضية الآن، مضيفاً "لم أتوقع أن يتجرأ هذا الرجل (في إشارة إلى المالكي) على الإساءة إليّ وينتهك حرمة بيتي بالطريقة التي حدثت".
وأوضح إن ملف القضية التي اتهم فيها كان قد قدم إلى قبل ثلاث سنوات رئيس الجمهورية الذي عرضه بدوره على مجموعة من المستشارين القانونيين الذين "قدموا إفادة بأنه (الملف) يحتوي على قصص مفبركة لا ترقى إلى إقامة الدليل المادي لأي جريمة".
وتابع قائلاً "اقتنع رئيس الوزراء حينها واكتفى"، متسائلاً "إذا كان يقول (المالكي) أن هذه الأحداث وقعت قبل ثلاث سنوات، فما الذي دفعه إلى السكوت؟".
وأعرب الهاشمي عن استعداده للمثول أمام القضاء، لكنه أبدى تحفظه على القضاء العراقي، مضيفاً "أنا تحفظت على عدالة القضاء، تحفظت على وجود الحد الأدنى لقواعد العدالة".
وتابع قائلا "اقترحت أن يتم نقل هذه القضية إلى قضاء كردستان".
وأعرب الهاشمي عن اعتقاده ببراءة الضباط الذين يعملون معه والذين وجهت إليهم أصابع الاتهام في القضية، ورداً على سؤال بشأن الربط بين صدور مذكرة الاعتقال والانسحاب الأميركي من العراق، قال الهاشمي "أنا أوجه هذا السؤال إلى المالكي".
ولكنه لاحظ أن توجيه هذه الاتهامات جاء "بعد يوم واحد من انسحاب آخر جندي أميركي".
ورأى نائب رئيس الوزراء العراقي ان المالكي "فجر أزمة وطنية لن يكون من السهولة تطويقها".
وكان الهاشمي قد شبه في الماضي سلوك المالكي بسلوك الرئيس السابق صدام حسين، حيث قال لنشرة (الشؤون الخارجية) الأميركية إن "المالكي مصمم على إدارة البلاد بشكل سيئ".
يذكر أن موجة التفجيرات التي شهدتها العاصمة العراقية بغداد يوم الخميس تعتبر الأسوأ من نوعها منذ عدة شهور، إذ قتل فيها 69 شخصاً وأصيب أكثر من 200 في 16 تفجيراً استهدفت مناطق متعددة.