أكد ليونيد كلاشنيكوف النائب الأول لرئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي ثبات موقف موسكو إزاء سوريا بوجوب حل قضاياها بنفسها بعيدا عن أي تدخل أجنبي .
وقال كلاشنيكوف في حديث لمراسل سانا في موسكو " لقد أعلنا مرارا كما تبنى مجلس الدوما بيانا رسميا حول الأحداث في سوريا وأكدنا أن روسيا استخدمت حق الفيتو بصورة صائبة تماما في مجلس الأمن لإحباط تمرير مشروع قرار كان يهدف إلى تكرار السيناريو الليبي في سوريا وهذا أمر لايمكن لروسيا والصين الموافقة عليه أبدا " .
وأضاف "تحدثت في جلسة مجلس الدوما التي كانت مكرسة لمناقشة بياننا الرسمي وقلت حرفيا لنتصور أن مجموعات مسلحة أخذت تجوب شوارع موسكو ويأتي مجلس الأمن الدولي ليطالبنا بسحب القوات الحكومية من الشوارع فكيف يمكن عندها مكافحة العصابات المسلحة وحماية السكان منها ".
وقال كلاشنيكوف " إن روسيا طالبت عند مناقشة القضية السورية في مجلس الأمن بألا يقتصر الأمر على المطالبة بسحب القوات وأجهزة الأمن السورية من المناطق التي تعبث بها المجموعات الإرهابية المسلحة بل وعلى وجوب وقف أعمال العنف من قبل هذه المجموعات أيضا التي تحصل على مساعدة ودعم مادي وسيكولوجي من جهات أجنبية لاتريد الخير لسورية وشعبها ولذلك فإننا نصر على حل المجموعات الإرهابية المسلحة بينما يتوجب على الدول التي تساعدها أن تكف عن ذلك وتسهم في عملية التسوية في سورية ولكن هذا الامر لم يكن منصوصا عليه في مشروع قرار مجلس الأمن ولذلك صوتت روسيا والصين ضده ".
وأكد كلاشنيكوف أنه ليست هناك أي مقدمات للافتراض بأن تغييرات ستطرأ على الموقف الروسي الرسمي إزاء سورية بعد الانتخابات الرئاسية الروسية مشيرا إلى أن التصويت في مجلس الأمن حول سورية جرى وزملاء روسيا في المجلس على إطلاع كامل بأن وزير الخارجية سيرغي لافروف ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية ميخائيل فرادكوف سيقومان بزيارة إلى دمشق وطلبت روسيا التريث يومين فقط قبل طرح مشروع القرار على التصويت بانتظار نتائج الزيارة ولكنهم أصروا على التسرع في التصويت وهذا يذكر بتصرفاتهم التي سبقت الأحداث في ليبيا .
كما أكد عدم وجود أي أسس لما يصدر عن بعض الدول العربية والقوى الغربية من توقعات بتغيير موقف روسيا والصين تجاه سوريا مشيرا إلى أن الوضع يسير نحو الهدوء في سورية ويتوجب مواصلة العمل لإيجاد حل سياسي ودبلوماسي للأزمة .
وحول تصريحات السيناتور الأمريكي جون ماكين بشأن توجيه ضربات عسكرية ضد سوريا قال كلاشنيكوف "إن هذه التصريحات تصدر عن شخص غير متوازن نفسيا بعد أسره في فيتنام وهو ينطلق من مواقف العداء لسوريا وروسيا كما انه شخصية لايمكن أخذ أقوالها بعين الاعتبار بالرغم من كونه سيناتورا في مجلس الشيوخ ومرشحا سابقا عن الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الامريكية فضلا عن أنه يصدر مثل هذه التصريحات ضد روسيا أيضا ولكن تصريحاته وأقواله لاتستحق الرد ".
وقال كلاشنيكوف إن "جامعة الدول العربية أرسلت مراقبيها إلى سوريا ووضع هؤلاء المراقبون تقريرهم ولكن الدول الغربية وبعض دول الجامعة العربية حجبت هذا التقرير وحالت دون توزيعه على أعضاء مجلس الأمن لأنه كان يتضمن وقائع موضوعية عن حقيقة الأحداث في سوريا" .
وأشار الى إن من الأفضل إعلاميا التأكيد على ماتم إنجازه في سوريا من خطوات إصلاحية وهي خطوات كثيرة حول التعددية السياسية والحزبية وقانون الاعلام إلى جانب إقرار الدستور الجديد بموجب استفتاء عام معربا عن اعتقاده أن سوريا تسير بصورة واثقة ناجحة وسريعة على طريق الاصلاحات دون الالتفات إلى ادعاءات الغرب بأنه جرى التأخير في تطبيق هذه الإصلاحات .