ذكرت[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] صحيفة "الأخبار" اللبنانية نقلا عن مصدر مطلع داخل قناة الجزيرة القطرية أن مراسل القناة فى بيروت علي هاشم استقال من المحطة القطرية بعد "تكشف التضليل الذي تمارسه القناة في الملف السوري". ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله." إن مآخذ هاشم واضحة ومعروفة ولم تعد سرا على أحد ويمكن أن تعودوا إلى الرسائل التي بعثها إلى زميلته رولا إبراهيم والتي كشفها الجيش السوري الإلكتروني لتعرفوا موقفه منذ إرساله صور المسلحين واشتباكاتهم مع الجيش السوري في وادي خالد وامتناع إدارة المحطة عن عرض الصور بل اتهامها إياه بأنه شبيح ".
وأشارت الصحيفة التي حاولت الاتصال بهاشم دون جدوى أن المراسل اللبناني لطالما كانت لديه مآخذ على انحياز المحطة الفاضح وعلى كيفية تعاطيها مع الملف السوري وأن ما يحصل مع هاشم يحصل مع غيره من المراسلين حسبما يفيد المصدر مؤكدا أن المحطة تعاملت مع موضوع تسرب الرسائل بذكاء عندما تجاهلته ولم تروج له إعلاميا لقناعتها بضعف موقفها.
ويكشف المصدر بحسب الصحيفة عن إبلاغ هاشم اعتراضاته لأكثر من مسؤول فى المحطة وليس فقط في رسائله إلى زميلته وكان يهمه دوما أن تلتفت الجزيرة إلى أن النظام السوري من أكبر الداعمين للمقاومة وأن مسالة التحريض عليه بهذه الطريقة هي مسألة ضرب المقاومة ويرى المصدر أن ما زاد في الأمر تزامن أحداث سوريا مع أحداث البحرين حيث كنا نتابع صورا لشعب يذبح بآلة قمع خليجية والصمت كان عنوان التغطية الإعلامية لـ الجزيرة.
ويلفت المصدر إلى أن هذا التململ لا يتوقف عند هاشم بل يمتد إلى بعض الموظفين في الجزيرة في مكاتبها في تونس ومصر وليبيا وسوريا والبحرين حيث لم يعد جزء كبير منهم يقبل الانحياز التام للمجموعات المسلحة فى سوريا وخصوصا أن المراسلين الميدانيين يلمسون الحقيقة بأنفسهم مشيراً إلى وجود انقسام بين صفوف العاملين في المحطة الإخبارية وبالنسبة إلى هاشم فقد خال أنه قادر على تغيير شيء لكنه عجز تماما فاختار الاستقالة وهو ما يحدث مع غالبية المعترضين على سياسة المحطة التحريضية الذين ينتهي بهم المطاف إلى الاستقالة.
وكانت قناة الجزيرة شهدت سلسلة استقالات قدمها عدد من مذيعي ومراسلي القناة احتجاجا على سياستها الإعلامية التحريضية التي تنتهجها ضد سوريا وقضايا المنطقة حيث أعلن منتج مكتب القناة في بيروت موسى أحمد استقالته من القناة الخميس الماضي.
وقال أحمد في تصريح لصحيفة الأخبار اللبنانية تعقيبا على استقالته إنه لم يعد هناك مكان للمعتدلين في القناة بعد أن باتت ذراعا سياسية وإعلامية وتحريضية لاستهداف سوريا بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة والدليل هو ما شاهده الجميع من التعتيم الكامل على يوم الاستفتاء على الدستور السوري مقابل التركيز على حي بابا عمرو وكأنه القدس.
ومن أبرز الإعلاميين المستقيلين من القناة على خلفية تغطيتها للأحداث في سوريا والمنطقة الإعلامي غسان بن جدو مدير مكتب القناة السابق في بيروت الذي أكد أن القناة خرجت عن كونها وسيلة إعلام وتحولت إلى غرفة عمليات للتحريض والتعبئة مشيرا إلى أن الجزيرة أنهت حلما كاملا من المهنية والموضوعية وباتت تلك المهنية في الحضيض.
وقال بن جدو" إن استقالته من قناة الجزيرة هي استقالة موقف كان مصرا على اتخاذه حتى لو اضطر لفتح مقهى مشيرا إلى أنه قدم استقالته من القناة في لحظة مفصلية ليس في تاريخ الجزيرة والإعلام العربي فقط بل في تاريخ الأمة العربية وهذه اللحظة التاريخية هي من أصعب وأخطر اللحظات وهو كإعلامي لم يمتهن هذه المهنة من أجل راتب أو وظيفة بل لأنه صاحب مشروع سياسي وأخلاقي وصاحب رسالة وهو يستقيل اليوم لأنه ليس راضياً على مسار وضحته الصحف ".
وأضاف " إنه ابن الثورة من أجل الحرية والإصلاح وضرب منظومة الفساد في أي بلد ولكنه ليس مستعدا أن يكون شاهد زور ولا ابن جيل الثورة المضادة مشيرا إلى أنه يقف ضد أي إعلام يمكن أن ينحرف إلى مستوى التحريض والتعبئة والفتنة والنزول بالجانب المهني إلى مستوى غير مقبول وهذا الكلام يتعلق بعدد كبير من وسائل الإعلام ".
وبعد استقالة الإعلامي بن جدو من القناة أوقف مقدم البرامج الكاتب والصحفي سامي كليب تعاونه رسميا مع الجزيرة في تموز الماضي بعد غياب عدة أشهر عن شاشتها.
وذكرت صحيفة السفير اللبنانية حينها أن كليب الذي يجمع بين الاحترافية والانتماء الصريح لقضية المقاومة في العالم أوقف تعاونه مع تلك القناة أسوة بغيره من الإعلاميين ومقدمي البرامج الذين تركوا القناة موضحة أنه وقع عقدا مع قناة تلفزيونية أخرى.
من جانبها كانت الإعلامية اللبنانية المستقيلة من قناة الجزيرة لينا زهر الدين انتقدت القناة وتغطيتها الإعلامية للأحداث في سوريا والبحرين وليبيا واليمن متسائلة هل "يعقل ألا تتأكد محطة بحجم الجزيرة من هوية شهود العيان أو من دقة الصورة قبل نشرها".
وأشارت زهر الدين في مقابلة مع صحيفة الأخبار اللبنانية إلى أن الجزيرة في السابق كانت تحظر نشر أي صورة ما لم يجر التأكد من صحتها معتبرة أن هذا التحول المفاجئء في خط الجزيرة غير مستغرب لأنها في المحصلة تمثل لسان حال الدولة القطرية ومخطئ من يقول إنها مستقلة.
وقالت زهر الدين التي قدمت استقالتها من الجزيرة مع ثلاث زميلات لها العام قبل الماضي" إن الصورة الخارجية لمحطة الجزيرة لا تشبه حقيقتها وإن ليس كل ما يلمع ذهبا مؤكدة أنها كانت ستقوم بنفس الخطوة التي قام بها الإعلامي بن جدو من خلال تقديم استقالتها لو أنها مازالت في الجزيرة حتى الآن لأن سياسة المحطة الجديدة لا تتناسب مع قناعاتها ".