[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] في الذكرى التاسعة للغزو الأمريكي للعراق وإسقاط نظام صدام، ظهرت معلومات جديدة عن المكان الذي اختبأ فيه الرئيس العراقي السابق صدام حسين مع بداية الغزو، والذي لا يزال الكثير من تفاصيل تلك الفترة غامضاً.
ونشر موقع "مؤاب" الإخباري مقابلة نسبها إلى شاهد عيان، ذكر فيها أن صدام اختار عدة بيوت آمنة لإدارة المعركة من خلالها، والالتقاء مع رجاله فيها، وكان أهمها بيتاً في حي المنصور في بغداد، الذي توجد فيه عدة سفارات، وقدر أنه آمن، لأن ضرب هذا الحي أمر لن يقدم الأمريكيون على فعله.
ونقل الموقع عن شاهد عيان عايش الحدث أن البيت "كان فاضياً.. وفجأة أخبرنا صاحب البيت بأن بيته قد استؤجر بـ600 دولار شهرياً، وتم دفع 6 أشهر مقدماً، وبعدها تم إغلاق الشارع، ومنعت السيارات من المرور، وأصبح ممراً للمشاة فقط، ومن الجهة الأخرى وضعوا سيارة حراسة (بيك أب) أتذكرها إلى الآن، وعليها رشاش (بي كي سي) ، يعني الشارع أصبح محمياً تماماً".
اعتقدت أنه موقع للمخابرات
ويقول إنه شاهد ( تاكسي) قديماً مكسراً، ويقوده عبدالحمود، المرافق الشخصي للرئيس وأبرز معاونيه، ولاحظ سيارات أخرى قديمة كان يقودها طه ياسين رمضان أو طارق عزيز وغيرهم من رجال صدام، الذين يدخلون بهذه السيارات حتى لا يلفتوا
الأنظار عند قدومهم، وكانوا ينحرفون بسياراتهم لليسار دون أن أعلم أين يذهبون بالضبط.
واستطرد "في البداية عندما رأيت هذا الكم من الوزراء يدخلون المنطقة بهذه الطريقة، اعتقدت أن هناك موقعا للمخابرات مثلاً، أو يجوز أن يكون هناك بيت مسؤول مثل رئيس أمن، ولم أتخيل أو أتوقع أبعد من ذلك في تلك الفترة؛ حيث لم يكن من المتوقع أن يكون صدام شخصياً ساكناً في ذلك البيت، إلا أن الأمور ازدادت سوءاً يوماً بعد يوم، وصار القصف قريباً، حيث استمر القصف في شهر مارس/آذار، بشكل متقطع إلى أن وصلنا إلى 7 أبريل/نيسان يعني يوم الضربة.
ويروي الشاهد أنه بين فترة وأخرى كانت تدخل مجموعة من الجيش، من القوات الخاصة وليس من الحرس الجمهوري، وكانوا يلبسون (الأسود)، وفي كل فترة تدخل حوالي عشرة أو خمسة عشر سيارة، "على السريع ويخرجون على السريع، فقد كان هناك بيت فاض، وما يحدث بهذا البيت محير، وهو يقع خلف البيت الذي استأجره صدام ورجاله، فقبل أسبوع تقريباً من الضربة كان يأتي أحد الرجال يومياً منذ الصباح، ويوقف سيارته بمدخله، ويدخل البيت لفترة قصيرة ويخرج ويبقى واقفاً بجانب سيارته، وفي يوم ذهبت إليه وسألته عن سبب وقوفه أمام البيت فأجاب بأنه يفكر أن يحضر عائلته للعيش بالبيت".
قبل ثلاثة أيام أو أربعة أيام من الضربة جاءت السيارات، التي تحمل مجموعة من الجيش، وبعدهم ببضع دقائق يأتي ثلاثة أو أربعة ضباط يلبسون (الزيتوني)، وهم من الحرس الجمهوري بحسب ما يدل على ذلك لباسهم، ويبقون إلى الليل، وهذا أقلقني حماية لعائلتي، لذلك ذهبت أسأله من هؤلاء؟ فأجابني "هؤلاء أبناء خالي اثنان وأبناء أخي اثنان يحاربون في المطار ويأتون هنا لشرب الشاي، وسوف يذهبون"، لم أصدق ذلك، لأن المطار يبعد حوالي 35 إلى 40 كيلومتراً، ومع ذلك يخبرني أنهم جاؤوا كل هذه المسافة بكل ما فيها من خطر فقط لشرب الشاي؟!.. طبعاً مش معقول، والغريب أنهم يدخلون ولا يخرجون، وبدأت أستنتج أن هذا الموقع بديل، وربما مرتبط بين هذا البيت الفاضي والبيت الذي خلفه، فذهبت إلى حديقة البيت الخلفية لأكتشف ماذا يربط بين البيتين.
استخدم صدام البيت الخلفي للقاء رجاله
ويقول الشاهد إنه لم يستطع معرفة شيء إلا بعد الضربة، "اكتشفت أن هناك بالخلف سلماً خشبياً يصعدون بواسطته، وينزلون في البيت الذي يقع خلف البيت الفاضي مباشرة، وذلك كما يبدو حتى يحضروا الاجتماعات، فتأكدت أن صاحب البيت
الذي كان يقف دائماً أمامه بجانب سيارته، هو من رجال صدام حسين، أما البيت الخلفي فكان يلتقي فيه صدام برجاله، وأن تجهيز البيت مرتب منذ مدة طويلة".
ويقول الشاهد إنه بعد معاينة الأماكن لم يجد أنفاقاً قيل إن صدام كان يستخدمها للوصول إلى البيت الذي استخدمه للاجتماعات مع رجاله.
وينفي تماماً ما ذكره الدليمي محامي الرئيس السابق صدام حسين في كتابه عندما أكد وجود نفق بين مطعم الساعة وذلك البيت. كان رجال صدام حسين يصلون للبيت الذي يجتمعون فيه من خلال دخولهم لبيت الرجل الذي ذكرته سابقاً ثم الصعود على السلم الخشبي، ومن ثم الهبوط في البيت الخلفي المخصص لاجتماعاتهم.
ويتابع "في يوم 7/4 - يوم الضربة - رجعت لبيتي وأخذت (بربيش الماء) كالعادة أريد أن أسقي الحديقة الداخلية، وفجأة انقطعت المياه، والكهرباء أصلاً كانت مقطوعة، وشغلت مولد الكهرباء، وعدت للبيت.
ويضيف الشاهد لموقع "مؤاب": كان ذلك في اليوم الذي قالوا فيه إنه تم قصف مكان صدام وقتله. كنت متمدداً على السرير عندما سمعت صوت طيارة بعيدة، وفجأة سمعت الانفجار، وكانت الساعة الثالثة وخمس دقائق عندما نزلت أول قنبلة على بيت قريب من بيتي، وكانت هذه الضربة الأولى وسمعتها بوضوح، وقد أثرت هذه الضربة بشدة على بيتي حتى إنها قذفتني، وشعرت أنني وصلت لسقف الغرفة وسقطت على بطني، وأردت أن أخرج عائلتي من البيت فوجدت إحدى السيارتين اللتين أملكهما قد انكبست وانضربت والثانية تضررت، المهم أخرجتهم، وبعدها عدت للبيت حتى أخذ أوراقنا والجوازات وبعض الأشياء، فوجدنا البيت كله مكسراً، والأبواب مخلعة وهناك بالجوار حفرة نتيجة القصف عمقها تقريباً يتراوح بين 25 إلى 30 متراً، فقد تم قصف المكان بأربعة صواريخ كل صاروخ يحمل قنبلة وزنها 950 كيلوغراماً.. لذلك كان الدمار كبيراً.