شهدت لندن وكوالالمبور وموسكو فعاليات شعبية تضامنا مع
الأسرى الفلسطينيين المضربين في السجون الإسرائيلية، وأكد المشاركون فيها دعمهم الكامل لصمود الأسرى ضد القمع والتنكيل الذي يتعرضون له من قبل سلطات الاحتلال، وطالبوا بممارسة ضغوط على الحكومة الإسرائيلية لدفعها للالتزام بأحكام القانون الدولي.
ففي العاصمة البريطانية لندن خرجت ظهر السبت مظاهرة حاشدة أمام مقر رئاسة الوزراء في "10 داوننغ ستريت" تضامنا مع المعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية.
ونظمت المظاهرة "حملة التضامن البريطانية مع الشعب الفلسطيني"، و"تحالف أوقفوا الحرب"، و"حملة نزع السلاح النووي"، و"المبادرة الإسلامية في بريطانيا"، "والمنتدى الفلسطيني في بريطانيا"، بدعم من العديد من النقابات العمالية والاتحادات الطلابية والنسوية والمنظمات الأهلية البريطانية وأحزاب سياسية.
وندد المتظاهرون من خلال اللافتات التي رفعوها بسياسة الاحتلال التي ينتهجها بحق الأسرى في سجونه، كما رفعوا الأعلام الفلسطينية وصور الأسرى، ورددوا كذلك هتافات تمجد الأسرى وتدعو للوقوف إلى جانبهم.
ومن جانبها اعتبرت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أن صناع القرار في المجتمع الدولي تجردوا من إنسانيتهم عندما تركوا الأسرى منذ اليوم الأول لإضرابهم يصارعون وحدهم أمام تعنت الاحتلال.
يهود مؤيدون للقضية الفلسطينية شاركوا في مظاهرة لندن(الجزيرة نت) محنة أليمة
وقال النائب العمالي جيرمي كوربين إن ما يزيد على ألفيْ سجين سياسي فلسطيني يعيشون محنة أليمة بسبب إضرابهم عن الطعام احتجاجا على المعاملة غير الإنسانية والحرمان من حقوق الإنسان الأساسية، بما في ذلك الاعتقال الإداري والعقاب بالعزل الانفرادي ومنع الزيارات العائلية.
وأوضح كوربين -في تصريح لمراسل الجزيرة نت في لندن مدين ديرية- أن التغطية الإعلامية لا تذكر هذا الاحتجاج السلمي غير العنيف، حيث إن السجناء على وشك الموت.
ومن جهتها أكدت نائبة مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية آن هاريسون -في تصريح للجزيرة نت- أن السلطات الإسرائيلية رفضت وصول المعتقلين والسجناء المضربين إلى الأطباء والمحامين المستقلين، فيما تم عقابهم بالعزل الانفرادي والغرامات وسوء المعاملة.
حملة بماليزيا
وفي كوالالمبور، واصلت منظمات غير حكومية وجمعيات خيرية في ماليزيا سلسلة فعاليات للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين، ضمن حملة أطلقت عليها اسم "الجوع من أجل الحرية"، انطلقت مع بدء الأسرى إضرابهم المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي قبل أكثر من ثلاثة أسابيع.
وتشمل الحملة -التي يشارك فيها نحو 20 منظمة ماليزية ودعت إليها منظمة فلسطين للثقافة/ماليزيا- فعاليات منوعة، ويشارك فيها المواطنون والأطفال وطلاب الجامعات وأفراد الجالية الفلسطينية والعربية في العاصمة كوالالمبور.
وأوضح مراسل الجزيرة نت في كوالالمبور محمود العدم أن المنظمات المشاركة في الحملة أصدرت بيانا عبرت فيه عن تضامن الشعب الماليزي مع الأسرى في سجون الاحتلال، ورفضه للممارسات الإسرائيلية ضدهم.
ممثلون عن المنظمات الماليزية خلال الوقفة (الجزيرة نت) وضمن فعاليات الحملة نظمت مؤسسة "أمان فلسطين" السبت تجمعا لطلاب رياض الأطفال أعلنوا فيه تضامنهم مع أبناء وعائلات الأسرى الفلسطينيين، ووقع نحو 300 طفل ماليزي عريضة دعوا فيها المجتمع الدولي إلى تحرك حقيقي لرفع الظلم عن الأسرى في سجون الاحتلال، وعبروا خلالها عن مشاركتهم في حملة "الجوع من أجل الحرية".
كما شارك أفراد من الجالية الفلسطينية وممثلون عن جمعيات ماليزية في وقفة تضامنية الجمعة أمام مكتب هيئة الأمم المتحدة في كوالالمبور، وجهوا خلالها رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مونطالبوه فيها بتحرك عاجل لإنقاذ حياة الأسرى المضربين.
ونظمت كل من الجامعة الإسلامية والجامعة الوطنية الماليزية أسبوعا تضامنيا مع الشعب الفلسطيني تحت عنوان "عين على فلسطين"، اشتمل على عدد من الندوات والمحاضرات والفقرات الفنية وعروض الفيديو.
كما نظمت معارض للصور اشتملت على صور ووثائق تظهر مسيرة كفاح الشعب الفلسطيني منذ النكبة وحتى اليوم.
وقفة بموسكو
أما في موسكو، فقد أفاد مراسل الجزيرة نت الطيب الزين بأن العشرات من أفراد الجاليات العربية أعلنوا من داخل السفارة الفلسطينية بالعاصمة الروسية إضرابا رمزيا عن الطعام تضامنا مع قضية الأسرى الفلسطينيين المضربين في السجون الإسرائيلية.
وأدان المتضامنون تجاهل المجتمع الدولي لمعاناة الأسرى المضربين في ظل غياب شبه كامل للدور الرسمي والشعبي في دعم صمود الأسرى ضد القمع والتنكيل الذي يتعرضون له من قبل سلطات الاحتلال.
كما وجهوا رسالة باللغتين الروسية والعربية ناشدوا من خلالها الجهات المعنية ممارسة الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لدفعها للالتزام بأحكام القانون الدولي.
جانب من الوقفة التضامنية مع الأسرى الفلسطينيين في موسكو (الجزيرة) وقال رئيس مركز الإعلام العربي في روسيا رائد جبر "إن هذا الإضراب الرمزي واحد من عشرة إضرابات تضامنية متزامنة في عدة بلدان أوروبية تنظم تحت شعار "كلنا فلسطينيون.. كلنا أسرى في سجون الاحتلال".
ودعا جبر مؤسسات المجتمع المدني الروسية والدولية، لممارسة الضغوط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإجبارها على وقف الانتهاكات وسياسة التنكيل بالأسرى.
وأكد أن الوقفات الاحتجاجية ستتواصل، وأنهم يعتزمون تنظيم وقفة احتجاجية أخرى أمام السفارة الإسرائيلية في موسكو يوم الـ15 من الشهر الجاري