عندما بدأت القنوات الإعلامية وعلى رأسها الجزيرة، تأخذ منحى التحريض والنفاق الإعلامي في تغطية الحدث السوري، وبروز مجموعة من المؤشرات التي دلت على علاقة قطر وتورطها بمخطط تأجيج الأوضاع في سورية وجرها إلى المجهول، ظهرت دلائل على تورط الأجهزة الاستخباراتية القطرية بمجريات الأحداث في سورية وتجنيدها لأشخاص عملوا من وراء الكواليس، لتظهر أسماءهم لاحقاً، ومنهم "فداء السيد" مؤسس ما يسمى صفحة "الثورة السورية" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إلا أن الفرنسيين لم يكن خافياً عليهم التدخل السافر للمخابرات القطرية في الشأن السوري لتحقيق مآرب غربية بإسقاط النظام في سورية واستبداله بنظام يقبل الإملاءات الأميركية ويضمن مستقبل أمن إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط...
...
وقد أفردت جريدة "نوفل اوبزرفاتور" الفرنسية الأسبوعية عدة صفحات عدا عن موقعها على الانترنيت للحديث عن الربيع السوري، وشرحت في عددها الصادر بتاريخ 21/9/2011 كيف دخلت المخابرات القطرية على خط الأحداث، وذكرت تفاصيل تصوير وتهريب الأشرطة إلى الجزيرة عبر شقة مفروشة في منطقة سمير جعجع في بيروت (منطقة الأشرفية) كان يقيم فيها شاب سوري قالت الجريدة أنه مطلوب للأمن السوري.
كما ويتضمن مقال الجريدة الفرنسية الكثير من الأسماء والتفاصيل التي تتهم الربيع السوري بشكل غير مباشر بالعمالة والارتباط بجهات عديدة مجهولة منهم "دول ورجال أعمال وأثرياء" والأهم من ذلك كيف ذكرت الأدوار التي قامت بها تلك الجهات في افتعال مظاهرات المساجد لغرض واحد فقط وهو تصويرها وتمرير الأشرطة الى محطة الجزيرة عبر تنسيق مخابراتي واضح المعالم يستهدف في المحصلة إشعال فتنة داخلية وحرب أهلية في سورية على النمط العراقي، "حرب طائفية" بما فيها تهجير وذبح لفئات من الناس، وفصل الشمال السوري عن جنوبه وغيره كما حدث وتم إعلان عدد من الإمارات الإسلامية ذات الأهداف الطائفية...
نشرت الجريدة الفرنسية مقالها تحت عنوان "الشبكات السرية للمقاومة الالكترونية في سورية" ورابط المقال على موقع الجريدة المذكورة "
فالمقال ركز على الشخصية المحورية في "اللعبة" وهو مواطن سوري مقيم في السويد اسمه "فداء السيد" وهو الذي مهدت له الجزيرة "سراً" الدخول الى الدوحة للاتفاق معه على التفاصيل، ووصفت الجريدة "فداء السيد" بأنه "مسلم ورع" وهو وصف يطلق في العادة على العناصر المنظمة لجماعة الإخوان المسلمين...
وتتابع قائلة: إن هذا الشخص أسس موقعا اسمه "الثورة السورية" بعد أن انشأ شبكة من المراسلين في سورية زودها بهواتف متطورة، وكان حلقة الوصل بينه وبين المراسلين شاب سوري يدعى "رامي نخلة"، وهو مقيم بشقة مفروشة في منطقة الأشرفية في بيروت "منطقة نفوذ سعد الحريري".
وتقول الصحيفة: أما الشخص الموكل بالتنفيذ على الأرض وتهريب الهواتف شخص يدعى "أسامة المنجد" وهو الذي ادخل معدات اتصال بشكل سري إلى سورية، وذكرت أيضاً أن "أسامة المنجد" يعيش في لندن منذ عام 2005 ودرس تكتيك الكفاح السلمي ونظم ندوات لعشرات السوريين في الداخل السوري حول هذا الموضوع خلال الأشهر التي سبقت التحركات.
وكشفت المجلة أيضاً أن الدورات التدريبية التي أقامها تمت بشكل سري في عدة دول يمكن أن يدخلها السوريون من دون تأشيرة وخاصة "تركيا والأردن"، مضيفة إن معظم المتدربين، وهم ممن يعتبرون أنفسهم من المدافعين عن حقوق الإنسان، تلقوا معدات اتصال متطورة في فترة مبكرة وقبل أسابيع من اندلاع الأحداث في سورية.
فما الذي اعترف به "أسامة المنجد" للصحيفة المذكورة؟
قال وحسب ما أوردت الصحيفة: «بدأت مع أصدقائي بإدخال أجهزة اتصال عبر الأقمار الاصطناعية وهواتف صغيرة الحجم "سمارت فون" وأجهزة كمبيوتر محمولة منذ شهر شباط بعد سقوط بن علي في تونس مباشرة، وكنا نشعر أن السوريين سيتحركون بدورهم، تم قمنا بإنشاء شبكة باسم "شبكة شام" في أمريكا نهاية شباط، أي قبل بداية الربيع السوري بثلاثة أسابيع فقط، منوهاً إلى أن التمويل جاء من رجال أعمال مغتربين وليس من الخارجية الأميركية "كما تزعم وسائل الإعلام السورية"، وأن المعدات أدخلت سراً عبر المطارات وعبر الحدود مع الأردن ولبنان وتركيا، ويضيف أن رجلاً في السعودية تورط في اللعبة واسمه "فراس الأتاسي" وهو مقيم في الرياض، وهذا أخذ على عاتقه تنظيم شبكة حمص"
أما آلية نقل الصور لمحطة الجزيرة، فتقول الجريدة الفرنسية إن العملية تتم عبر شقة في باريس من خلال شخص سوري قالت أن اسمه "عمرو" حيث ينتظر الأخبار من المتعاونين معه في بانياس بعد صلاة الجمعة وقد زود هؤلاء بهواتف فضائية، واعترف "عمرو" أن طبيبا ثريا هو الذي دفع أثمانها.
مشهد الاتصال من شقة عمرو..
وتصف المجلة المشهد في شقة عمرو كالتالي: «اتصال من بانياس عبر سكايب، أسامة على الخط، التظاهرة ستبدأ، سيصورها»، وعمرو يتصل بالدوحة ويقول لـ«الجزيرة» إن «كل شيء جاهز»، وتصل أولى صور الحشود إلى حاسبه الشخصي وبعد ثلاث ثوان تظهر على شاشة «الجزيرة».
وتنقل الجريدة الفرنسية عن "فداء السيد" في ستوكهولم قوله: إن "الجزيرة" كانت مترددة في نقل أخبار سورية في البداية وكانت ترفض الصور الحية من سورية نظراً لأن القناة القطرية كانت تريد تحييد سورية لعلاقات الأمير الشخصية التي تربطه مع الرئيس الأسد.
وتذكر الصحيفة أيضاً أن تغطية "الجزيرة" تغيرت فجأة منتصف الشهر، فقد ذهب فداء السيد في 28 نيسان إلى الدوحة بدعوة من محطة الجزيرة حيث التقى بالمسؤولين فيها وأحيطت رحلته بسرية كبيرة لإبعاد نظر أجهزة المخابرات عنه، حيث حلق لحيته وذهب قبل يوم من الموعد المقرر ولم ينزل في الفندق المحجوز له.
وتشير الصحيفة الفرنسية إلى أن "الجزيرة" فرشت له السجاد الأحمر، ويقول السيد: «قالوا لي إن البث سيكون مفتوحاً لنا ابتداءً من الآن، وتمنوا أن نخصهم بأفلامنا القوية وألا نعطيها للقنوات المنافسة مثل "العربية" و "بي. بي. سي".
وتقول الصحيفة أيضاً: أنه في السنوات الأخيرة تم تدريب عشرات الناشطين على كيفية حماية المعلومات في الخارج، وأن عدداً من المؤسسات الغربية نظمت لهم دورات تدريبية بشكل سري في دول مجاورة.
ففي الأردن مثلاً دربتهم منظمة "فرونت أونلاين" الايرلندية وهي منظمة غير حكومية، على كيفية حذف المعطيات عن بعد، وتبادل رسائل الكترونية بالسر، وأن "رامي نخلة" تابع دورة تدريبية في هذا المجال في الولايات المتحدة خلال شهر شباط 2010.
وتختتم المجلة تحقيقها بأمنية هؤلاء الموجودين في الخارج بأن يروا يوماً "ساحة سورية" يتم احتلالها من قبل مئات الآلاف من المتظاهرين وآنذاك يكونوا قد حققوا أمنيتهم في تنظيم ثورة حقيقة لان الربيع السوري لم يتمكن حتى الآن من إخراج مظاهرة واحدة عل الطريقة المصرية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]