أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، عن قلق بلاده من أن تثير "ثورات الربيع العربي" المزيد من الاضطراب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بإحداث صدع قد يكون كارثياً بين المسلمين، ودعا إلى إنهاء العنف في سوريا والاحتذاء بالنموذج اليمني في حل المسألة السورية .
وقال لافروف بحسب "رويترز" إن الصبر والحلول الوسط اللذين أبداهما كل أطراف الصراع في اليمن- حيث تم الاتفاق على النقل السلمي للسلطة- مثال يحتذى به.
وتابع : "إذا أردت مثالاً يحتذى به فهو بلا شك تجربة طريقة حل الأزمة السياسية الداخلية في اليمن، حيث عمل كل اللاعبين الخارجين بصبر شديد وبإصرار مع كل الأطراف دون إنذارات نهائية وشجعوهم على التسوية، هذا هو التصرف الواجب في المسألة السورية" .
وأضاف "لافروف": إن على الغرب ألا يتجاهل الخطر الذي تمثله جماعات متطرفة في سوريا.
وأوضح "إذا أغمضت عينيك عن هذا الجزء من الحقيقة فقد يتفكك الموقف إلى ما شاهدناه في ليبيا، لقد استخدمت الدول الغربية شعار حماية المدنيين في الاطاحة بنظام القذافي.
وتابع: "لا يمكننا الموافقة نهائياً على دعوات بعض شركائنا إلى استخدام السابقة الليبية في حل صراعات أخرى".
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن الاحداث الجارية في المنطقة مازالت تتكشف، وحذر من أن التوترات الاجتماعية والسياسية والدينية بدأت تظهر علامات على التزايد، وقال “هناك مخاوف شديدة من ظهور محتمل لمناطق جديدة لعدم الاستقرار في المنطقة من الممكن أن تصبح مصادر محتملة لتحديات للاستقرار والأمن الدوليين.
وتابع أن "مثل هذه التهديدات تتضمن انتشار الإرهاب وتهريب السلاح وتجارة المخدرات والهجرة غير الشرعية وعلى الأخص استخدام الدين في إشعال التوترات".
وأوضح لافروف أن "محاولة إدخال عنصر الدين في المواجهات الإقليمية تثير القلق على نحو خاص، إذا حدث صدع صريح بين السنة والشيعة - وهذا التهديد واقعي تماماً، فإن العواقب قد تكون كارثية".
قال إننا "نتفهم أن ليس كل شخص يود أن تكون روسيا قوية وواثقة، لكن الاستقلال الخارجي بالنسبة لنا مسألة رئيسية".