توافدت حشود كبيرة من المواطنين إلى الجامع الأموي منذ صباح اليوم للمشاركة في تشييع شهداء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] اللذين وقعا أمس بدمشق وأديا إلى استشهاد 44 وجرح 166 من المدنيين والعسكريين. ووصلت جثامين الشهداء إلى الجامع الأموي ملفوفة بالعلم السوري حيث بدأت مراسم التشييع وسط هتافات المشاركين .
وكانت مدينة دمشق استهدفت صباح أمس بتفجيرين إرهابيين منظمين، حيث أقدم إرهابي انتحاري بسيارة مفخخة على اقتحام الباب الرئيسي لفرع أمن المنطقة بدمشق عند الساعة العاشرة و18 دقيقة وبعد دقيقة واحدة استهدف إرهابي انتحاري آخر مبنى إدارة المخابرات العامة بسيارة مفخخة رباعية الدفع نوع "جي ام سي" ما أدى إلى استشهاد عدد من العناصر الأمنية والمدنيين المارين وإلحاق أضرار مادية كبيرة.
وقال الأستاذ العلامة محمد سعيد رمضان البوطي في كلمة له خلال مراسم التشييع " إن تلك هي هدية برهان غليون وصحبه لسوريا.. تلك هي براعة الاستهلال والمقدمة التي أرادوا أن يرسلوها بين يدي أمانيهم وآمالهم التي يحلمون بها أن يدخلوا هذه البلدة ويمتطوها مركباً ذلولاً يهزجون فوقه ويتصرفون كما يحبون ويشاؤون".
وتساءل البوطي عن مدى فرحة رفاق غليون وصحبه من ذوي المعارضة الخارجية ممن هم في داخل سوريا وخارجها، وقال " هؤلاء الذين يصرون على الا يأتي الإصلاح في أحضان أعداء لنا يأتون من وراء البحار يصرون إصرارهم على ألا يقبل أي إصلاح يأتي إلا إذا جاء في أحضان أعداء الله وأعداء الإسلام والإنسانية" .
وقال " أريد أن أتساءل هل كشفت الأغطية عن أعين ممثلي الجامعة العربية... هل كشفت النقابات الملصقة على أعينهم ليروا من القاتل ومن المقتول ولكي يعلموا أن الجيش السوري لا يمكن أن يفجر أنابيب النفط.. لا يمكن أن يفجر أنابيب الغاز.. لا يمكن أن يقتل أفراده أو أن يقتل نفسه ".
من جهته قال الدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف " نحن مصممون على أن نقف وقفة رجل واحد لدحر هذه المؤامرة التي تستهدف أمننا ووطننا وقيمنا".
وأضاف وزير الأوقاف في كلمة له خلال التشييع أنه في الأيام التي نتطلع فيها إلى الصلاح والإصلاح لا نجد الا القتل والتخريب من أولئك الذين يعيثون في الأرض فساداً ويحاولون أن يمرروا مؤامرتهم الكبيرة ضد سورية الوطن والعروبة والإسلام والقيم.
كما أدان علماء سوريا ورجال الدين المسيحي والإسلامي التفجيرات الإرهابية التي حصلت في دمشق أمس والتي ذهب ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى من مدنيين وعسكريين كما أدانوا كل ما يتعرض له بلدنا الحبيب سورية.
وفي بيان لهم تلاه وزير الأوقاف جاء فيه.. إن علماء ورجال الدين الإسلامي والمسيحي يدينون القتل والتفجير والتدمير والتخريب ولا يرون في هذه الأعمال إلا ترجمة حقيقية واقعية للمؤامرة الخطيرة التي تتعرض لها سورية والتي ما فتئت تنكرها وسائل الإعلام المغرضة ومن ورائها قوى الشر التي تدعمها.
ودعا رجال الدين والعلماء أطياف الشعب السوري الى الوعي التام لما يجري حولهم من استهداف لسوريا ومكوناتها ووضعها في دائرة التخريب والتدمير ليتسنى لأعدائها النيل من شعبها الصامد واستقرارها وامنها.
عكس السير