[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] روى عدد من الجرحى الذين أصيبوا جراء العمليتين الإرهابيتين اللتين وقعتا في دمشق أمس الأول تفاصيل الجريمة البشعة التي ارتكبتها مجموعات القتلة مستهدفة المئات من المواطنين ورجال الأمن مؤكدين أن هذه الجريمة تمت على يد قوى خارجية مدربة على القتل ومجردة من أي شعور أو أخلاق.
وقال محمد خير ديب إنه كان مع زملائه في مكتب خاص بقبول طلبات المواطنين يقع جوار باب إدارة المخابرات العامة المستهدف لحظة الانفجار ما أدى لانهيار سقف المكتب فوق جميع من كانوا فيه والذين تعرضوا لإصابات مختلفة وكان نصيبه إصابة في الوجه وكسوراً في الجمجمة وفي الأطراف واصفاً هذا العمل الإرهابي بالخسيس والجبان الذي يهدف الى تخريب البلد وإشاعة الفوضى فيه ونقل الجرائم التي شهدتها أقطار عربية إلى سورية لتحقيق مخططات مشبوهة اصبحت مكشوفة للجميع.
وتحدث جلال فرحان سنجد عن اللحظة التي وقع بها الانفجار حيث كان يقف كحرس على بوابة المبنى المستهدف موضحاً أنه لدى قيام حرس البوابة بمنع سيارة من اقتحام المدخل الرئيسي قام أشخاص كانوا على متن السيارة بتفجيرها حيث استشهد على الفور معظم حرس البوابة في حين أصيب هو بحروق شديدة وشظايا في الوجه والأطراف معتبرا أن من قام بهذا العمل لا يملك في قلبه ذرة من إنسانية أو دين أو رحمة مؤكداً في الوقت نفسه أن هذه الجريمة لن تنال من صمود الشعب السوري ولن تثني من عزيمته أو من التفافه حول قيادته ووطنه.
ووصف سلطان فرحان سنجد شقيق المصاب جلال حالته وهو يبحث عن شقيقه بين جثث وأشلاء الشهداء في مكان الانفجار ليعلم في وقت لاحق أنه جرى نقل جلال إلى مشفى المزة العسكري حيث خضع لعمل جراحي مبديا استنكاره للجريمة التي ارتكبها هؤلاء القتلة.
وبين حيان منير طالب جامعي أنه كان يعبر من المدينة الجامعية إلى أوتستراد المزة لحظة سمع دوي انفجار هائل فاستلقى بصورة تلقائية على الأرض لحماية نفسه حيث قامت مجموعة مسلحة كانت تركب سيارة مسرعة بإطلاق ثلاث رصاصات على رجله اليمنى مؤكداً أن هذه الجريمة تمت على يد قوى خارجية مدربة على القتل ولكنها مجردة من الإنسانية ومن أي شعور أو أخلاق.
وأوضح علي سليمان من قوى حفظ النظام أنه كان لحظة وقوع الانفجار داخل مكتبه ضمن فرع الأمن المستهدف حيث تناثرت شظايا من زجاج النافذة وأصابت وجهه وعنقه موءكداً أن العناصر التي تقف وراء هذا العمل الإرهابي لا تنتمي لدين ولا لوطن لأنهم لو كان لهم انتماء لما قتلوا أبناء بلدهم وإخوانهم بهذه الطريقة الوحشية.
وقال غسان سليمان من قوى حفظ النظام انه حوالي الساعة العاشرة والربع من صباح الجمعة سمع صوت انفجار هائل ما أدى الى تطاير زجاج بناء فرع الأمن المستهدف بالكامل وعندما هرع وزملاؤه لتفقد مكان الانفجار وإنقاذ الجرحى تعرضوا لإطلاق نار متتال على يد جماعات مسلحة كانوا يقومون بتغطية العناصر التي تولت عملية التفجير معتبرا أن هذه الجريمة والتي لا سابق لها في تاريخ سورية تعطي فكرة عن هوية المنفذين الذين جعلوا من أنفسهم أدوات رخيصة للقتل والإجرام ومؤكداً أن صمود الشعب السوري وثباته أكبر من هذه الجريمة ومن أدواتها.
وقال سامر قاق أحد الجرحى إنه كان يستقل سيارة نقل عمومية لحظة وقوع الانفجار حيث تناثرت شظايا من زجاج السيارة على وجهه وصدره مضيفاً أن هذا العمل الجبان الذي استهدف المقرات الأمنية يهدف للنيل من عزيمة الشعب السوري في مواجهة المؤامرة التي تستهدف وطنه.
وبين الدكتور علي احمد اختصاصي جراحة عامة أن مشفى المزة العسكري استقبل 11 شهيداً و 103 إصابات مضيفاً انه يرى كطبيب أن الهدف من هذه التفجيرات إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا بغض النظر عن هويتهم بدليل الأسلوب المستخدم في التفجير ونوعية المواد المستخدمة وحجم الشظايا المتناثرة والتي تسببت بهذا الكم من حالات بتر الأطراف.
ووصف الدكتور عمار غسان اختصاصي جراحة أوعية من مشفى المزة العسكري الإصابات الناجمة عن التفجيرات الإرهابية بالشديدة جداً ومتوسطة الشدة والخفيفة موضحاً أن أخطر هذه الإصابات كانت الأذيات العصبية حيث خضع مصابون لعمليات جراحية نتيجة وجود شظايا في الدماغ وهم في حالة غيبوبة تامة إضافة إلى مصابين بشظايا في العنق وكسور في الرقبة والفك.
وأشار غسان إلى وجود إصابات صدرية وحشوية وبطنية بين صفوف الجرحى مضيفاً أن أغلب إصابات الأطراف كانت حالات بتر كلي وشبه كلي تسببت بإحداث عاهات دائمة ولاسيما في الأطراف السفلية والأصابع إضافة إلى حروق مشوهة للوجه والأطراف.
وبينت الدكتورة شادية الخضري معاونة مدير عام مشفى المواساة للشؤون الطبية أن المشفى استقبل 36 مصاباً توزعت إصاباتهم بين المتفرقة والخفيفة والجروح والرضوض المتوسطة والخطيرة منها قطع أطراف وتشوهات كبيرة في الوجه وقلع عيون وكلىً وإصابات شديدة في الكبد مضيفة ان قسماً كبيراً من الجرحى كان بحاجة فورية إلى تدخل جراحي سريع منوهة بالحس الإنساني الذي أظهره أطباء وممرضات المشفى عندما التحقوا بأقسام الإسعاف في المشفى بصورة عفوية ودونما طلب من أحد لدى سماعهم بوقوع الانفجار.
وشرح الدكتور محمد أبو عمشة اختصاصي عظمية في مشفى المواساة الإجراءات المتخذة لمعالجة جرحى ومصابي التفجيرات الإرهابية حيث قام الكادر الطبي بتنظيف وتجبير الكسور وتركيب أجهزة تثبيت خارجية موضحاً أن أغلب حالات الكسور كانت عبارة عن جرح مفتوح حيث أجريت لهم عمليات تثبيت خارجية.