ا
حتشد عشرات الآلاف أمس في موسكو احتجاجا على "تزوير" الانتخابات التشريعية الأخيرة كما يقولون، في تحد جديد لسلطة الزعيم الروسي القوي رئيس الوزراء فلاديمير بوتين.ورفع المحتجون بالونات بيضاء ولافتات تطالب بـ"انتخابات حرة" بينما عج بهم شارع ساخاروف في موسكو، الذي سمي على اسم المنشق الروسي اندري ساخاروف الذي حاز جائزة نوبل بعد سنين من تحديه للاتحاد السوفيياتي السابق.
وقدرت الشرطة عدد المشاركين بنحو 29 ألفا بينما قال المنظمون إن 120 ألفا شاركوا في الاحتجاج حيث ملأوا شارع ساخاروف على آخره والذي أغلق أمام حركة المرور خلال الاحتجاج.
ويأتي الاحتجاج تصعيداً للضغوط على بوتين لتنفيذ اصلاحات جذرية تشمل النظام السياسي الروسي، حيث يخطط بوتين للعودة للرئاسة بعد انتخابات آذار وبعد أربع سنوات قضاها رئيساً للوزراء.
وكان عشرات الآلاف خرجوا للاحتجاج في مناطق مختلفة من روسيا في العاشر من كانون الأول معربين عن غضبهم إزاء ما تردد عن مخالفات بالجملة في الانتخابات التي منحت حزب روسيا الموحدة بزعامة بوتين أغلبية أقل مما كان يتمتع بها.
وتعد التظاهرات أكبر حشد شعبي في روسيا منذ تسعينيات القرن الماضي التي شهدت قلاقل وأول بادرة على تحد متنام لهيمنة بوتين منذ 12 عاما على البلاد.
وللمرة الأولى انضم وزير المالية الروسي السابق اليكسي كودرين للاحتجاجات المعارضة في موسكو محذراً من احتمال أن تشهد روسيا ثورة جديدة إذا لم يجر الكرملين حواراً مع المحتجين.
وأعطت السلطات تصريحها للاحتجاج الحاشد، في تغير كبير في موقف الشرطة التي اعتقلت المئات الذين شاركوا في المظاهرات التي جرت عقب الانتخابات مباشرة.
وكان الرئيس دميتري مدفيديف قد أعلن هذا الأسبوع عن مقترحات إصلاحية بهدف تهدئة المحتجين، بينها العودة الى الانتخاب المباشر لحكام المناطق الروسية، غير أن تلك المقترحات لم ترق لسقف مطالب المحتجين الداعين إلى إعادة الانتخابات التشريعية التي جرت مؤخراً.