[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أعلنت إيران أنها أرجأت إطلاق صواريخ طويلة المدى خلال مناورة بحرية أمس، نافية تقارير أوردتها وسائل إعلام حكومية ذكرت في بادئ الأمر في الساعات الأولى من صباح أمس أن صواريخ طويلة المدى أطلقت أثناء المناورة. ونفى نائب قائد البحرية الإيرانية محمود موسوي إطلاق الصواريخ في حديثه لقناة «برس تي في» التلفزيونية الإيرانية الناطقة بالإنجليزية. وأضاف «تدريبات إطلاق الصواريخ ستنفذ في الأيام المقبلة»، حسب ما أفادت به وكالة «رويترز».
إلى ذلك، صرح نائب برلماني إيراني بارز أمس بأن مناورات «الولاية 90» لا تهدف إلى إغلاق مضيق هرمز. وأكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجرودي على أهمية مضيق هرمز بالنسبة للعالم، وأن بلاده تعتزم الحفاظ على الأمن في المضيق بوصفه شريان حياة نفطيا، حسب ما ذكرت وكالة أنباء «فارس». وشدد حسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على أن المناورات البحرية الإيرانية الحالية في الخليج وبحر عمان إشارة إلى التزام إيران بالحفاظ على السلام والأمن في الممر المائي. وأضاف «استعراض القوة من جانب البحرية الإيرانية لا يهدف إلى إغلاق مضيق هرمز على الإطلاق ولكنه محاولة للحفاظ على الأمن في هذا الممر المائي الاستراتيجي والأكثر أهمية بالنسبة للعالم».
ويقول محللون إن التقارير المتضاربة عن إطلاق الصواريخ تهدف إلى تذكير الغرب بعواقب لا يمكن توقعها إذا زادت الضغوطات على إيران بشأن نشاطها النووي الذي يقول الغرب إنه يستهدف صنع قنابل نووية، وهو ما تنفيه طهران. وقال المحلل حميد فرحواشيان «إحدى الرسائل (من هذه المناورات) أنه إذا اختلفت مع إيران فستعاني من فوضى اقتصادية. الإيرانيون يستخدمون دائما طريقة العصا والجزرة هذه.. أولا هم استخدموا عصا إغلاق مضيق هرمز، والآن (يستخدمون) الجزرة، وهي استعدادهم للمحادثات».
وهددت طهران الثلاثاء الماضي بوقف تدفق النفط في مضيق هرمز إذا أصبحت هدفا لحظر نفطي بسبب طموحاتها النووية في خطوة يمكن أن تثير صراعا عسكريا مع دول تعتمد على نفط الخليج. ونقلت مجلة «اسمان» الأسبوعية أمس عن وزير النفط الإيراني رستم قاسمي قوله إن أسعار النفط ستتجاوز 200 دولار للبرميل إذا فرضت عقوبات أجنبية على صادرات البلاد النفطية بسبب أنشطتها النووية. وأبلغ قاسمي المجلة «ما من شك أن سعر النفط سيزيد بشكل كبير إذا فرضت عقوبات على نفطنا.. إنه سيصل على الأقل إلى أكثر من 200 دولار للبرميل». وكانت التقارير عن تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز كافية لإحداث هزة في أسواق النفط ورفع أسعار الخام.
وانعكس استعراض إيران للقوة العسكرية في حجم التدريبات التي تقول وسائل إعلام إيرانية إنها أكبر من أي مناورات حربية سابقة. غير أن إيران أطلقت خلال المناورات العسكرية في 2009 صاروخها أرض - أرض «شهاب 3» الذي يعتقد أنه قادر على الوصول إلى إسرائيل والقواعد الأميركية في الشرق الأوسط. وعبرت واشنطن عن قلقها بشأن الصواريخ الإيرانية التي تشمل الصاروخ «شهاب 3» متوسط المدى الذي يبلغ مداه ألف كيلومتر وكذلك الصاروخ «قادر 1» بمدى يصل إلى 1600 كيلومتر والصاروخ «سجيل 2» بمدى يصل إلى 2400 كيلومتر.
وتزامنت المناورة البحرية مع تصاعد التوتر في الخلاف النووي الإيراني مع واشنطن وحلفائها بعدما قال الاتحاد الأوروبي إنه يدرس فرض حظر تطبقه الولايات المتحدة بالفعل على واردات النفط الإيرانية.
في غضون ذلك، قال مايكل مان المتحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إنها بعثت برسالة إلى المفاوض النووي الإيراني سعيد جليلي في أكتوبر (تشرين الأول) ولم تتلق ردا حتى الآن. وقال إن الاتحاد «مستعد لإجراء محادثات مجدية مع طهران دون أي شروط مسبقة من جانب إيران». وأوضح أن الاتحاد «مستمر في متابعة التوجه مزدوج المسار، وعلى استعداد لأي مناقشات مجدية بشأن إجراءات بناء الثقة دون شروط مسبقة من الجانب الإيراني».
بدورها، نقلت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء عن مسؤول كبير قوله إن جليلي سيبعث برسالة إلى أشتون، لإبداء استعداد طهران لاستئناف المحادثات النووية مع القوى الكبرى. ولم تستبعد الولايات المتحدة وإسرائيل الخيار العسكري إذا فشلت الدبلوماسية في حل النزاع النووي مع إيران.
وتوقفت المحادثات بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي -الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، ومعها ألمانيا - في يناير (كانون الثاني) الماضي. وتتجاهل إيران حتى الآن مطالب مجلس الأمن لوقف نشاطها النووي الحساس، وينظر إلى التهديد بإغلاق مضيق هرمز على أنه إشارة واضحة إلى قلق المؤسسة الدينية من احتمال تعرض البلاد لعقوبات أشد. وسبق أن هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز إذا تعرضت لهجمات أميركية وإسرائيلية. وقال دبلوماسي غربي بارز، طلب عدم نشر اسمه: «زيادة الإيرانيين لمستوى التهديد تظهر بوضوح أنهم قلقون من فقدان الدولارات البترولية التي يعتمد اقتصادهم عليها في أكثر من 60 في المائة من إيراداته».