اتهم المندوب الروسي في مجلس الأمن فيتالي تشوركين الدول الغربية "بتصعيد الوضع في سوريا عبر دعوة الرئيس بشار الأسد للتنحي"، مشيراً إلى ان "الأخير ليس الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الذي كان معزولاً.
واضاف تشوركين، في حديث لشبكة "سي إن إن" الأميركية ان "هناك أنباء حول قيام دول غربية بتقديم الدعم العسكري للمعارضة السورية"، معتبراً انه "في حال ثبوت صحة ذلك فسيكون الوضع "خطيراً" وستتجه الأمور إلى "نزاع مسلح بالكامل".
ورداً على سؤال عن استمرار روسيا ببيع السلاح لسوريا، قال تشوركين "لدينا صفقات ونحترمها"، مضيفاً انه "حتى في حال وقف بيع السلاح للحكومة السورية فلن يكون هناك من وسيلة للتأكد من عدم وصول أسلحة للمجموعات المسلحة التي قال إنها تعمل في سوريا، كما حصل في ليبيا".
واعتبر تشوركين ان "الحديث عن نجاح الثورة في المحافظة على سلميتها لفترة طويلة سبقت الأحداث المتصاعدة حالياً أمر غير صحيح"، مضيفاً ان "القتيل الأول من عناصر الأمن السورية سقط منتصف أيار الماضي"، مضيفاً انه "كان هناك تظاهرات سلمية، ولكنها انتهت وحلت مكانها تحركات مسلحة تهاجم السلطة وهي مسؤولة عن العنف".
وأعاد المندوب الروسي قرار بلاده باستخدام "الفيتو" في مجلس الأمن إلى ان "المشروع السابق دعا لوقف العنف الحكومي ولم يقل شيئاً عن المسلحين"، مضيفاً ان "سوريا دولة متعددة الطوائف، ما قد يسبب الكثير من القلق". وأيد تشوركين "عودة المراقبين العرب إلى سوريا، وانضمام بعض المراقبين من الأمم المتحدة إليهم"، مشيراً إلى "إمكانية العمل لوضع تفويض دولي يحدد صلاحياتهم"، وأكد ان "النظام السوري يطبق إصلاحات دستورية وسيجري انتخابات قريبة، ما قد يفتح الباب أمام تطور في النظام سياسي".
ولدى سؤاله حول التقارير عن مقتل المئات في حمص بعد زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى دمشق، قال تشوركين "نحن نؤمن بما يحصل على الأرض، هناك وعود من كافة الأطراف والأسد وعد بتطوير النظام السياسي وتقديم دستور ونعمل مع الحكومة السورية للإصلاح ووقف العنف ونعمل بنشاط في الموضوع الدبلوماسي."
وقال المندوب الروسي ان بلاده تؤمن بضرورة حصول تقدم في النظام السياسي السوري، وتعتبر ان الستاتيكو الراهن غير قادر على الاستمرار، مؤكداً ان الأسد اتخذ قرارات إصلاحية وكلف نائبه فاروق الشرع، الاتصال بالمعارضة التي حملها مسؤولية إفشال الحوار.
وأضاف "للغرب أسلوب في التعامل يقوم على مهاجمة الأسد وهذا سيؤدي لمقتل عشرات الآلاف وتهديد المنطقة، نحاول منع الحرب الأهلية، ولكن منذ بداية الأحداث في سوريا ونحن نسمع أن الأسد فقد شرعيته وهناك من يحاول أن يشبه الوضع بما جرى في ليبيا ولكن سوريا ليست ليبيا والأسد مختلف كلياً عن القذافي الذي كان معزولاً تماماً".