أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية كاثرين فان دي فيت أن سف[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ير بلادها لدى دمشق روبرت فورد طلب العودة إلى واشنطن لإجراء مشاورات ولم يتم استدعاؤه من هناك، وسيعود إلى العاصمة السورية بعد انتهائها. وقالت دي فيت في مقابلة مع وكالة "يونايتد برس انترناشنال " : " لم نستدع سفيرنا من دمشق، لكنه طلب العودة إلى واشنطن لإجراء مشاورات لأن الوضع في سوريا متوتر جداً وأرادت وزارة الخارجية منحه فترة راحة من هذا الوضع والتشاور معه حول رؤيته للوضع في دمشق".
وأضافت "كانت هناك مؤخراً حملة من التحريض قادها النظام واستهدفت السفير فورد شخصياً في وسائل الإعلام التابعة للحكومة السورية أثارت قلقنا إزاء الوضع الأمني للسفير فورد، وطالبنا الحكومة السورية بأن توقف على الفور حملتها من الدعاية الخبيثة والمضللة ضده، وعلى سبيل المثال قامت صحيفة حزب البعث مؤخراً بنشر تحذير للسفير فورد بالتوقف والكف عن التعليق على وحشية النظام، وهددت بتعريضه للمزيد من العنف على غرار ما واجهه مؤخراً على أيدي مجموعة من الغوغاء في دمشق".
وتوقعت دي فيت أن يعود فورد إلى دمشق بعد إكمال مشاوراته في واشنطن، وقالت "نتطلع إلى الحكومة السورية لتوفير الأمن له في ذلك الوقت وفقاً لالتزاماتها بموجب اتفاقية فيينا، تماماً كما نفعل في توفير الحماية للسفير السوري عماد مصطفى عندما يكون في الولايات المتحدة".
وجددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية التأكيد على أن فورد لم يتم سحبه من دمشق، كما لم يتم إبعاد أي دبلوماسي سوري من الولايات المتحدة.
وقالت "إن السفير مصطفى لا يزال معتمداً لدى الولايات المتحدة، وأبلغتنا السفارة السورية في واشنطن أنه غادر الولايات المتحدة بزيارة رسمية إلى سورية يوم 24 تشرين الأول الجاري".
وأضافت دي فيت "نعتقد أن وجود السفير فورد في دمشق هو مكسب لمهمتنا هناك لأنه عمل بجد لنقل رسائلنا وكان بمثابة أعيننا على الأرض، وندعو الحكومة السورية إلى وقف العنف فوراً والسماح بدخول مراقبين عرب ودوليين مستقلين ووسائل الإعلام لتغطية الحقائق بشأن الأحداث في سوريا".
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عيّن في شباط الماضي روبرت فورد سفيراً جديداً لدى دمشق خلفاً للسفيرة مارغريت سكوبي التي سحبها الرئيس السابق جورج بوش من هناك إثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في شباط 2005، وصدق الكونغرس الأميركي مؤخراً على هذا التعيين.
وسُئلت دي فيت عما إذا كانت الولايات المتحدة ستنظر في اتخاذ إجراءات أخرى غير العقوبات في حال فشل مهمة الجامعة العربية في سوريا، فأجابت المسؤولة الاميركية أن بلادها "ترحّب بجهود الجامعة العربية لإقناع النظام السوري بوقف العنف ضد شعبه والسماح له بممارسة حقه في الاحتجاج وإحداث انتقال سلمي للديمقراطية، ونأمل أن يُمنح وفد الجامعة العربية الحرية في سوريا للتحدث مع الشعب خارج نطاق الأحداث والمسيرات التي يرعاها النظام".
وأضافت دي فيت "إن الولايات المتحدة تركز الآن على استخدام كل الوسائل الدبلوماسية المتوفرة لديها لوضع حد للعنف في سوريا، وأدت جهود العقوبات التي فرضناها والتدابير الموازية التي اتخذها الشركاء الدوليون إلى تكثيف الضغوط على النظام وعلى وجه الخصوص دائرة النظام، ونركز الآن على استهداف أولئك الذين ينتهكون الشعب السوري ويقمعونه".
وقالت "الخيار الأوضح والأسهل هو تنحي الرئيس الأسد وبدء عملية الانتقال إلى الديمقراطية، وسنستمر في الوقت نفسه بممارسة أشكال مختلفة من الضغوط على نظامه".
وحول موقف بلادها من المجلس الوطني السوري المعارض، قالت دي فيت "نحن نرى أن إنشاء هذا المجلس خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق تحول سلمي في سوريا، ونقدّر دعوته إلى نبذ العنف وندعم جهوده للحفاظ على عملية انتقال سوريا إلى ديمقراطية شمولية واسعة التمثيل بطريقة سلمية تماماً، ونشكر تركيا على توفيرها مكاناً لجهود المعارضة السورية، ومن المؤسف أن قمع السلطات السورية بشكل عنيف للأصوات المعارضة لا يسمح لها عقد اجتماع بحرية في سوريا وقريباً من الشعب السوري، لأن الأزمة في سوريا هي بين السوريين".
وأضافت "أن السوريين في نهاية المطاف هم الذين يجب أن يقرروا كيف يأخذون انتقالهم السياسي إلى الأمام، وأولويتنا أن تظل عملية الانتقال سلمية، ونحن لا ندعو إلى العنف من أي جانب وأي طرف في هذا النزاع ولا نقبل به".
ورداً على سؤال حول إمكانية اعتراف الولايات المتحدة بالمجلس الوطني السوري والسماح له بافتتاح مكاتب على أراضيها، قالت دي فيت "نحن نؤيد الجماعات السورية المدافعة عن التحول السياسي السلمي في بلدها، ونرى أن تشكيل هذا المجلس خطوة همة للأمام في عملية انتقال سلمية سورية إلى ديمقراطية تعددية شاملة، وهو انتقال تعهد الرئيس أوباما بدعمه، غير أن هذه المبادرة ليست عن الولايات المتحدة أو أي حكومة أخرى بل عن سوريا، وموقعنا ليس تأييد أو حجب الثقة عن هذه المبادرة، والشعب السوري هو الذي يقرر ذلك".
وقالت المسؤولة الاميركية "ان بيانات وتصريحات المعارضة السورية تُظهر أنها تركز على إزالة النظام وليس على الإشادة بالحكومات الغربية، ومن العار أن لا تتمكن هذه الجماعات من عقد اجتماعاتها بشكل منتظم في سوريا نفسها ودون ترهيب أو عنف".