أكد السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى أمس أن الأزمة التي تعيشها سوريا تستلزم تحصين الوضع الداخلي والتلاحم الشعبي القوي في ظل الضغوط الشرسة التي تواجهها بدءاً من انقضاض الجامعة العربية وصولاً إلى التحالف الغربي الأميركي الصهيوني الذي خلق غيظاً متفجراً في الشارع الأميركي رغم ما تبثه المؤسسة الإعلامية الأميركية بحريتها المزيفة عبر تبنيها تياراً إعلامياً معادياً لسوريا وخاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي.
وقال مصطفى خلال لقاء مفتوح مع طلبة جامعة تشرين في اللاذقية: إن " المسيرات الجماهيرية الواسعة التي عمت سوريا والمؤيدة لنهج الإصلاحات الذي يقوده الرئيس بشار الأسد استطاعت قلب حسابات المتآمرين على وحدة سورية وشعبها".
وقلل مصطفى من أهمية العقوبات التي يفرضها الخارج ضد سوريا، وقال: إن " سياسة العقوبات على سوريا قديمة ولم تتوقف منذ عام 1956 وهي اليوم تكاد تكون كاريكاتورية" ، موضحاً أن الرئيس الأسد وجه لبناء علاقات اقتصادية مع العمالقة الآسيويين والتي تخفف من أثر العقوبات المفروضة على سوريا.
وقال: إننا " نشهد اليوم تكالباً محموماً ومسعوراً لا مثيل له من أنظمة ليست إلا أداة تقوم بدور طلب منها من واشنطن "، مؤكداً أن صلب الأزمة والثقل الأعظم من الضغوط هو بسبب الموقف السوري من الصراع العربي الإسرائيلي.
وأضاف: " لا يمكن أن نتوقع الخير من هذه المجالس (مجالس الجامعة العربية) في ظل تهاوي العمل العربي المشترك وسيطرة دول مجلس التعاون الخليجي عليها وتغييب دور مصر" ، معتبراً أن أمينها العام نبيل العربي يكاد يكون " موظفاً لدى حكام قطر" ليس إلا.
وبعد أن أشار مصطفى إلى وجود تباين في التعاطي التركي مع سوريا، أكد أن عودة السفير السوري إلى واشنطن ليست مرتبطة بعودة السفير الأميركي إلى دمشق، وبالتالي هي "ليست موضع مساومة"، مشدداً على أنه على السفير الأميركي بحال عودته إلى دمشق الالتزام باتفاقية فيينا الناظمة لعمل الدبلوماسيين وإذا لم يلتزم فستتخذ القيادة السورية ما يناسبها من إجراءات.
وأوضح مصطفى، أن السفارة السورية في واشنطن تعمل بشكل مستمر على إظهار الصورة الثقافية الاجتماعية الحقيقية لسوريا من خلال محاولات التوجه إلى شرائح الطلبة لأن أفكارهم ما زالت في طور التشكل ولكن هذا أمر يحتاج إلى كثير من الجهد والإمكانات.
وأوضح مصطفى، أن السفارة في عملها الحالي تركز الجهد على مد جسور للتواصل مع جماعات سورية معارضة بهدف التحاور معها وتبادل الحلول لاحتواء الأزمة السورية.