أرجع الرئيس بشار الأسد المشكلة في سوريا إلى " قوة استقطاب الشعب السوري و صعوبة التمسك بالمنطقة الوسط في الأمور ".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]و قال الرئيس بشار الأسد في حواره مع صحيفة " دايلي تلغراف " البريطانية نشرت الصحيفة الجزء الثاني منه اليوم الاحد أن " المظاهرات في تناقص مستمر ، موضحاً أنه " بدأ بخطة الاصلاح فورا عقب ستة أيام من اندلاع الاحتجاجات ".
و أوضح " نحن لم نسلك درب الحكومات العنيدة ، فما إن مضت ستة أيام على بدء الاحتجاجات حتى شرعنا في الإصلاح .. كان الناس مرتابين من أن تلك الإصلاحات ما هي إلا تخدير للشعب، لكننا ما إن بدأنا نُعلن الإصلاحات حتى بدأت المشاكل في التراجع".
و كانت القيادة السورية أعلنت عن سلسلة من القوانين و المراسيم ضمن خطة الاصلاح الشامل .
و رأى الرئيس الأسد ، أن " أصل المشلكة ليس سياسياً ، بل يتعلق بالمجتمع " ، موضحا أن " سوريا تعتمد على الاقتصاد الحر ، و إذا انفتح الاقتصاد دون استعداد فستنشأ فجوات بين طبقات المجتمع ، ولو لم يتم حل هذه المشكلة فستتفاقم سريعاً " .
و أوضح الرئيس الاسد أنه " يتمتع بشعبية كبيرة لأنه يعيش حياة عادية متواضعة ، لافتا إلى أنه" لو لم يكن لديه شرعية شعبية ، ما كانت شرعية الانتخابات ستعني شيئا ".
و يقوم الرئيس بشار الأسد بزيارات ميدانية دون مرافقة في أغلبها بشكل مستمر آخرها كانت لمنزل متفوق في مدينة حلب .
من جهته ، وصف المحرر الذي اجرى اللقاء مع الرئيس الأسد ، أن اللقاء كان سهلاً بدون رجال حراسة أو نقاط تفتيش "، كما وصف الرئيس الأسد بأنه كان يبدو عليه " الاسترخاء ".
وقال المحرر " أندرو جيليجان " إن الحوار كان في أول جمعة بعد مقتل الرئيس الليبي معمر القذافي، ومع ذلك بدا بشار الأسد هادئا وهو يؤكد أنه لن يلقى مصير القذافي أبدا ".
و أضاف " أنه عندما كان يحاور الأسد لاحظ أنه يختلف تماماة عن القذافي ، فهو يتحدث الإنجليزية بطلاقة، ويعترف بارتكاب قوات الأمن الموالية لنظامه " أخطاء كثيرة " في بداية الأحداث ، وكان يمزح وهو يقارن بين الأنظمة العربية والغربية، مستخدماً مصطلحات تكنولوجية ".
و كان الرئيس الأسد قال في تصريح للصحيفة ذاتها نشر مساء أمس السبت محذرا الغرب " سوريا هي المحور الآن في المنطقة.. إنها خط الصدع, وإذا لعبتم بالأرض فستسببون زلزالا.. هل تريدون أن تروا أفغانستان أخرى.. عشرات من (أمثال) أفغانستان؟".
وأضاف " أي مشكلة في سوريا ستحرق المنطقة بالكامل ، إذا كانت الخطة هي تقسيم سوريا فسيعني ذلك تقسيم كل المنطقة".
واعتبر الأسد أن الصراع الجاري حاليا في سوريا هو "صراع بين الأسلمة والقومية العربية". وقال بهذا الصدد " لقد ظللنا نحارب الإخوان المسلمين من خمسينيات القرن الماضي وما زلنا نحاربهم".
وتوقع أن تزيد الدول الغربية من ضغوطها تدريجيا, وقال "سوريا تختلف في كل ناحية من النواحي عن مصر وتونس واليمن، فالتاريخ مختلف، والسياسة كذلك".