ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن الرئيس الأسد قوله خلال استقباله وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "ان سوريا على استعداد للتعاون مع اي جهد يدعم الاستقرار".
وعرض الأسد خلال اللقاء مجريات الأحداث في سوريا والبرامج الزمنية للإصلاحات الجارية بعد إقرار القوانين الناظمة لها وطبيعة الإرهاب الذي يمارس ضد المواطن السوري ومؤسسات الدولة من قبل المجموعات المسلحة المدعومة من قبل أطراف خارجية.
وشكر الأسد باسم الشعب السوري روسيا على مواقفها في مجلس الأمن الدولي وحرصها على تغليب لغة الحوار وترسيخ الحلول الوطنية بدلا من التصعيد وسياسة الإملاءات التي تمارسها بعض دول هذا المجلس والتي لا تأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب السوري ورؤيته لتحقيق الإصلاحات في البيت السوري الداخلي ودون تدخل خارجي مؤكداً تصميم سوريا على إنجاز الحوار الوطني بمشاركة ممثلين عن الحكومة والمعارضة والمستقلين.
وقال الأسد إن سوريا رحبت منذ البداية بأي جهود تدعم الحل السوري للأزمة والتزمت خطة عمل الجامعة العربية التي أقرت في الثاني من شهر تشرين الثاني للعام الماضي وتعاونت بشكل كامل مع بعثة المراقبين العرب بالرغم من عرقلة بعض الأطراف العربية لعمل البعثة مجددا استعداد سوريا للتعاون مع أي جهد يدعم الاستقرار في سوريا.
لافروف: على القوى الخارجية المساعدة على الحوار الوطني
من جهته، قال لافروف في تصريحات صحفية عقب لقائه الأسد " أجريت مقابلة مهمة جداً مع قيادة الجمهورية العربية السورية وقبل كل شيء مع الرئيس الأسد والشرع والمعلم وأكدنا استعدادنا للمساعدة للخروج من الأزمة السورية في أقرب وقت ممكن على أساس تلك المواقف التي وردت في خطة جامعة الدول العربية المؤرخة في 2-11-2011.
وأضاف لافروف " إن الرئيس الأسد أكد التزامه كما هو وارد في الخطة العربية بمهمة وضع حد للعنف مهما كان مصدره ولهذا الغرض تؤكد سوريا اهتمامها بمواصلة العمل مع بعثة مراقبي جامعة الدول العربية ورفع عدد المراقبين كي تنتشر في كل النقاط المطلوبة وكي تتأكد بنفسها من أي خروقات أو انتهاكات لمبدأ عدم جواز السماح بالعنف مهما كان مصدره ".
وقال وزير الخارجية الروسي " أؤكد ما قلته أمس في المكالمة الهاتفية مع أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي أن روسيا تعتقد أنه من الضروري الحفاظ على بعثة المراقبين وتوسيعها ما يشكل عاملا جديا مهما ".
وأضاف لافروف "يجب أن تراقب المساعي الرامية لمنع العنف مهما كان مصدره من اي طرف كان مع ضرورة تفعيل الحوار بمشاركة كل السوريين والحكومة وكل المجموعات وبمساعدة من قبل جامعة الدول العربية ".
وقال لافروف " إن الرئيس الأسد أكد اليوم أن اللجنة التي كانت قد شكلت لإجراء الحوار مع كل المجموعات المعارضة تحت رئاسة نائب الرئيس لا تزال تتمتع بكل الصلاحيات الضرورية لإجراء هذا الحوار ولا بد أن تتم مساعدتها من قبل من يستطيع أن يساعد بمن في ذلك هؤلاء الذين يرفضون الحوار حتى الآن أن ينضموا إلى الحوار".
وقال وزير الخارجية الروسي " ذكرنا لنظرائنا السوريين ما ورد في الرسالة التي كان بعث بها الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إلى الرئيس الأسد حول ضرورة تسريع الإصلاحات السياسية في سوريا التي نضجت منذ زمن ودعونا في هذا الإطار إلى إجراء إصلاح دستوري في أسرع وقت ممكن وقد أكد الرئيس الأسد لنا أنه في أسرع وقت ممكن سوف يستقبل اللجنة المكلفة بإعداد دستور جديد وبعد تسليمه بصورة رسمية يحدد تواريخ لاجراء استفتاء حول هذا الدستور الجديد ذي الأهمية القصوى وفيما بعد سوف تجري الانتخابات العامة بمشاركة الكثير من الأحزاب التي شكلت بموجب قانون الأحزاب الجديد وستجري هذه الانتخابات على أساس الدستور الجديد ولن تكون هناك خلال عملية التصويت أي امتيازات لحزب ما بما في ذلك حزب البعث.
وأكد لافروف أن نتائج هذه الزيارة التي قمنا بها تنفيذا لتكليف من قبل الرئيس ميدفيديف كانت مهمة جدا وأتت في وقتها ولدينا كل الأسس التي تجعلنا نعتقد أن الإشارة التي أتينا بها حول ضرورة المضي قدما وفق كل الاتجاهات قد استوعبت.
وقال وزير الخارجية الروسي " نعتقد ونؤمن بضرورة مواصلة الجهود الرامية إلى إيجاد حل وتسوية للأزمة السورية وينوي الجانب الروسي العمل بشكل نشيط مع الجانب السوري ومع جيران سوريا وفي جامعة الدول العربية وسوف نواصل بطبيعة الحال العمل مع مجموعات المعارضة التي لسبب أو لآخر لا توافق حتى الآن على المشاركة في الحوار الوطني العام ونعتقد أنه من الضروري أن تعمل مع هذه المجموعات تلك الدول التي تتمتع بتأثير أكثر عليها ".
وختم لافروف تصريحه بالقول " ننطلق من أهداف بسيطة وواضحة تتلخص في عدم سماح وجواز سقوط الضحايا بين المدنيين ونعتقد كذلك أن المنطقة تحتاج إلى السلام وسوريا تحتاج إلى السلام وكل القوى الخارجية لابد أن تساعد على الحوار الوطني والوصول الى اتفاق والمصالحة الوطنية بعيدا عن التدخل في الشؤون السورية الداخلية ".
و كان استقبل الرئيس الأسد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وميخائل فرادكوف مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية اللذين وصلا الى دمشق ظهر اليوم في زيارة استغرقت يوما واحدا للبحث عن سبل تسوية الأزمة السورية .